Page 81 - web
P. 81

‫ثال ًثا‪ :‬فروقات على مستوى اتجاه الخطابات‬

‫‪437‬‬  ‫قيـادات التنظيـم في فرتة الصعـود إلى‬
     ‫تقديـم إرشـادات إلى أتباعهـا مـن خلال‬
     ‫رسـم سياسـة الدولـة المزعومـة ومناهجهـا‬        ‫الضمنيـة للجمـل في خطاباتهـم خلال‬           ‫وفي ظـل نتائـج هـذه الدراسـة يمكـن القـول‬
     ‫وتحديـد الضوابـط والالتزامـات لإحـكام‬          ‫فرتة القـوة بنسـب متقاربـة للمراوحـة‬        ‫بـأن قيـادات تنظيـم الدولـة الإسلامية‬
     ‫السـيطرة والتمكين‪ .‬إضافـة إلى التشـجيع‬         ‫بين الشـد واللين وجـذب جميـع الأقطـاب‬       ‫الإرهابـي يراوحـون في فرتة التمـدد بين‬
     ‫على القتـال والتجنيـد للتوسـع والتمـدد‬         ‫وتبليغهـم رسـائلهم والتأثير فيهـم‪ .‬وفي‬      ‫توجيه خطاباتهم إلى مختلف الأقطاب من‬
     ‫الجغـرافي على حسـاب مناطـق أخـرى‪،‬‬              ‫فرتة الإنهـاك يوصلـون اسـتعمال مختلـف‬       ‫مقاتليهـم وأنصارهـم مـن جهـة للحـث على‬
     ‫بينمـا ركـزوا خلال فرتة السـقوط على‬            ‫المعـاني الضمنيـة للجمـل مـع التركيـز في‬    ‫القتـال والتجنيـد والإرشـادات والنصـح‪،‬‬
     ‫المحافظـة على وحـدة وتماسـك الدولـة‬            ‫أكثر من نصف الخطابات على شد العزائم‬         ‫وغير مسـلمين مـن جهـة ثانيـة للتهكـم‬
     ‫المزعومة ونكران الهزيمة‪ ،‬وتجنيد مقاتلين‬        ‫ورفـع الهمـم‪ ،‬حر ًصـا على تماسـك الدولـة‬    ‫والتهديـد والتحـدي‪ ،‬مـع تفـاوت نسـبي في‬
     ‫جـدد والتحريـض للقيـام بعمليـات إرهابيـة‬       ‫المزعومـة وثباتهـا‪ ،‬وعلى ادعـاء المظلوميـة‬  ‫النسـب‪ .‬وفي فرتة الانحسـار يركـزون على‬
     ‫داخـل دول أخـرى للتخفيـف مـن الضربـات‬          ‫واعتـزام الصـواب بـد ًل مـن التحـدي‬         ‫مخاطبـة مقاتليهـم بدرجـة أولى وبنسـب‬
                                                    ‫والتهديد لإظهار أنهم ضحية تآمر وتشويه‬       ‫عاليـة تقـارب النصـف؛ وذلـك لشـد العزائـم‬
           ‫التـي يتلقونهـا في مناطـق الصـراع‪.‬‬       ‫رغـم تزعمـه نصـرة المسـلمين وتطبيـق شـرع‬    ‫وضبـط الأنفـس‪ ،‬وبدرجـة ثانيـة يخاطبـون‬
     ‫مكنـت هـذه الدراسـة مـن خلال تناولهـا‬          ‫اللـه والسير على خطـى الرسـول صلى اللـه‬     ‫والأتبـاع للتغريـر بهـم وحثهـم على القيـام‬
     ‫موضـوع تحليـل محتـوى الخطابـات‬                                                             ‫بالعمليـات الإرهابيـة التـي مـن شـأنها أن‬
     ‫الرسـمية لتنظيـم داعـش الإرهابـي مـن‬                                       ‫عليـه وسـلم‪.‬‬
     ‫الكشـف عـن تكتيـكات التنظيـم في التكيـف‬                                                                     ‫تشـتت جهـود أعدائهـم‪.‬‬
     ‫والتأقلـم مـع الظـروف والعوامـل المتغيرة‬        ‫خام ًسا‪ :‬فروقات على مستوى الأهداف‬
     ‫والمحيطـة بـه والكشـف عـن الرسـائل التـي‬       ‫لـم توجـد الفروقـات في اتجـاه وإسرتاتيجية‬   ‫راب ًعـا‪ :‬فروقـات عىل مسـتوى المحتـوى‬
     ‫يحـرص على عرضهـا وتقديمهـا للأتبـاع‬            ‫الخطابـات والمحتـوى المفاهيمـي فقـط‪،‬‬                         ‫المفاهيمـي للخطابـات‬
     ‫والأعـداء على حـد سـواء‪ .‬حيـث توصلـت‬           ‫بـل بلغـت إلى حـد وجـود فروقـات في‬
     ‫إلى مجموعـة مـن النتائـج المختلفـة التـي‬       ‫الأهـداف التـي يرجوهـا هـذا التنظيـم‬        ‫بنا ًء على ما توصلت إليه الدراسة يمكن أن‬
     ‫خولـت تحديـد الفروقـات بين مرحلتين‬             ‫الإرهابـي مـن خلال خطاباتـه؛ فقـد سـعت‬      ‫نشير إلى أن زعمـاء هـذا التنظيـم الإرهابـي‬
     ‫مـرت بهمـا الدولـة المزعومـة‪ .‬والتـي تقـدم‬                                                 ‫ينوعـون في اسـتعمال مختلـف المعـاني‬
     ‫مؤشـرات يمكـن أخذهـا بعين الاعتبـار مـن‬
     ‫قبـل الهيـاكل المعنيـة بمحاربـة هـذا التنظيـم‬
     ‫الإرهابـي لاستشـراف المراحـل التـي تمـر بهـا‬
     ‫مثـل هـذه التنظيمـات والرسـائل التـي تريـد‬
     ‫تبليغهـا وأهدافهـا خلال كل مرحلـة‪،‬‬
     ‫واسـتغلالها خلال وضـع خطـط اسـتباقية‬

                                ‫للتصـدي لهـا‪.‬‬

     ‫‪81‬‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86